Islamic

الخميس، 28 أبريل 2011

استخدام الحاسوب في تعليم اللغات وتعلّمها

استخدام الحاسوب في تعليم اللغات وتعلّمها
(Computer Assisted Language Learning)


 يُستخدم الحاسوب في تعلّم اللغات بصورة خاصة؛ لتعلّم مهارات اللغة، سواء أكانت اللغة الأم، أم اللغة الأجنبية، أو ما يسمى باللغة الثانية. وتُُستخدم تكنولوجيا الحاسب الآلي أداة تعليمية تساعد متعلمي اللغة؛ لتطوير مهاراتهم اللغوية، وتمثّل بذلك عنصراً مكملاً بالإضافة إلى طرق تعليمية أُخر؛ مما يساعد على خلق بيئة تعليمية نشطة، وغنية لغوياً.
   تُعرّف موسوعة ويكيبيديا استخدام الحاسوب في تعلّم اللغات، بأنّه استخدام تكنولوجيا الحاسب الآلي لتقديم، وتعزيز، وتقييم المادة المراد أنْ يتعلمها الطالب؛ وذلك من خلال الاستفادة من ميزات الحاسوب التفاعلية، وأنماطه التعليمية التعلّمية المختلفة، والإنترنت.      
    وقد بدأ استخدام الحاسوب ـ فعليا ـ في تعلّم اللغات، فـي الستينات. وتطـورت برامج تعلّم اللغة الإنجليزية بمساعدة الحاسوب مع بداية الثمانينات من القرن العشرين، ومـرَّ استخدام الحاسوب مساعداً في تعليم اللغات وتعلّمها بمراحل ثلاث إذْ بدأت المرحلة الأولى فكرةً في الخمسينات، وطُبِّقت في الستينات، وقامت على أساس النظرية السلوكية التي عدّت الحاسوب أداة مثالية للتعليم؛ لأنَّه يسمح بتكرار تعلّم المادة مرات عديدة.  أمّا المرحلة الثانية فقد بدأت فـي السبعينات، واستمرت خلال الثمانينات، وقامت على مبادئ نظرية التواصل، وكان سبب انتشار هذه النظرية هو الانتقادات التي تعرَّضت لها النظرية السلوكية؛ ذلك أنّ البرامج التي تقوم عليها النظرية السلوكية تعتمد التكرار، وهي بذلك تفتقد عامل التواصل؛ حيث تقوم نظرية التواصل على استخدام الطالب للغة في أغراض واقعية، ويتم تقييم الطالب بناءً على إعطائه الإجابة، وليس من خلال الأخطاء التي يرتكبها. وقد تم تطوير العديد من البرامج التـي تعتمد هذه النظرية في التعليم، وهي تُعطـي شيئا من التحكّم، والحرية أثناء التعلّم.
   ولمّا تعرّضت البرامج التي تقوم على نظرية التواصل للانتقاد بسبب عدم وجود نظام واضح، وفاعل لاستخدام الحاسب الآلي في تطوير برامج تعليمية حديثة معتمدة يمكن أنْ تحل محلَّ البرامج التقليدية ظهرت برامج تقوم على عنصر التفاعل بين الطالب، والمادة العلمية المُبرمجة على الحاسوب، ونشأت العديد من البرامج التعليمية المعتمدة على خاصية الوسائط التفاعلية في الحاسوب، والإنترنت؛ لتشكِّل المرحلة الثالثة من مراحل استخدام الحاسوب في تعليم اللغات، وتعلّمها.
   وبالرغم من الميزات التي وفرتها خدمة الوسائط المتعددة إلاّ أنّ بعض المشكلات ما تزال تواجه استخدام تلك البرامج في التعليم، ومن تلك المشاكل عدم إلمام المعلِّم بمختلف المهارات، والتطبيقات اللازمة؛ لإنتاج، وتطوير البرامج الحاسوبية؛ الأمر الذي قد يجعل المُعلّم يعتمد برامج تجارية تفتقر لمعايير التصميم التعليمية القائمة على نظريات حديثة في تعليم اللغة، وإنتاج برمجياتها المعتمدة. 
   وتتعلق المشكلة الأخرى بعدم وجود برامج ذكية يمكن الاعتماد عليها كلياً في تعليم اللغة، مثل: برامج الحوار التعليمي؛ فإنّ البرامج الموجودة تستخدم فقط في تعليم مهارات القراءة، أو الاستماع، ولكنّها لا تصلح لتعلم الكتابة، أو التحدّث؛ لذلك تمّ اللجوء إلى التعليم الإليكتروني، والتعلّم عن بعد باستخدام شبكة الإنترنت العالمية؛ مما ساعد على إيجاد بيئات غنية لتعلّم اللغة الإنجليزية، وغيرها من اللغات.
  وقد دعا كثير من الباحثين، والتربويين ممن يعملون في مجال تدريس اللغات إلى استخدام تكنولوجيا الحاسب الآلي، وعمل كثيرٌ منهم على الاستفادة من إمكاناته العديدة في تعلّيم اللغات وتعلّمهــا، وتطبيقه وسيلةً مـساعدةً فـي التعـليم؛ فقـد دعـا شي   إلـى استكشاف إمكانات تكنولوجيا الحاسب الآلي، والإنترنت؛ للحد من المشكلات التي تواجه متعلمي اللغة الصينية.
    وأوصى معظم الباحثين بضرورة استخـدام الحاسوب التعليمي، ووسائطه المتعددة في تدريس اللغات فـي دراسة له هدفت إلى تطوير القـدرة اللغـوية لدى متعـلمي اللغة الإنجليزية لغير الناطقين بها.
    واستخدمت العديد من الجامعات العالمية الحاسوب مساعدا في تعليم اللغات، وتعلّمها مثل جامعة ستانفورد التي اعتمدت عليه في تعليم اللغويات، وتدريس اللغة الإنجليزية لغةً ثانيةً، وتعليم اللغات الأجنبية.
   وقد ركّزت برامج تعلّم اللغات، وتعلّمها في بدايات استخدامها في المجال التربوي على البرامج الحاسوبية المعتمدة طريقة التدريب والمران؛ لتعلّم المفردات، والقواعد اللغوية البسيطة.
  ومع تطور تقنيات الحاسب الآلي تطورت برامج تعليم اللغات وتعلّمها، فأصبحت أكثر فاعلية، وعزز تطور تكنولوجيا الوسائط المتعددة من قدرات المتعلمين على اكتساب مهارات اللغة المتنوعة بشكل تكاملي يسمح للمتعلّم بتطوير مهاراته اللغوية على اختلافها من خلال برمجيات محوسبة تستخدم أنماطاً تعلمية متنوعة، فمن خلال برنامج واحد يستطيع المتعلِّم تنمية عدة مهارات، أو فنون لغوية مثل مهارة الاستماع، والقراءة، والقواعد النحوية، والصرفية، وغيرها في صورة تكاملية دون أنْ تطغى مهارة على أخرى، إضافة إلى الإمكانات الهائلة عبر التعلّم عن بعد باستخدام شبكة الإنترنت (Internet) التي تُستثمر في تنمية مهارة الكتابة، ومهارة التحدّث باستخدام البريد الإليكتروني، والتعلّم عن بعد؛ حيث تُنشئ هذه التكنولوجيا المتطورة قاعات لتدريس الطلاب مهما باعدت بينهم المسافات؛ بصفتها أكبر مكتبة في العالم بما تشمله من كتب، وبحوث، وقواعد بيانات، وموسوعات، وقواميس، وغيره كثير.
    ولا تخفى أهمية اللغة فى مجتمع المعلومات، وعلاقة الحاسوب باللغة، والأبعاد اللغوية لتحديات تكنولوجيا المعلومات التي لا يمكن حلِّها دون اللجوء إلى تكنولوجيا الحاسوب، والإنترنت التى يمكن أنْ تُستثمر أداة فاعلة فى إثراء التنوع اللغوى من خلال الترجمة الآلية، وبرامج تعليم اللغات وتعلّمها، ونُظُم البحث المتعددة اللغات فى بنوك المعلومات، ودعم الدراسات التقابلية بين اللغات، واستكمال البنى الأساسية للغات.
    ومن ميزات استخدام الحاسوب، والإنترنت في تعليم اللغات تحسين التحصيل الأكاديمي للطلبة؛ فهو يساعد الطلبة على تعزيز المهارات اللغوية عبر التواصل مع غيرهم من الطلبة، والمعلمين؛ لتعلّم اللغات الأجنبية عبر التعلّم عن بعد. ويعطي الطلاب حافزا للتعلّم الذاتي بطريقة أكثر استقلالية؛ الأمر الذي يساعد على تعزيز ثقتهم بأنفسهم، وتطوير خبراتهم، وقدراتهم المعرفية من خلال معالجة كميات هائلة من المعلومات مع مختلف الخبرات البشرية؛ عبر التواصل مع غيرهم ممن يتكلمون اللغات الأجنبية إضافة إلى سهولة وصول الطالب إلى المعلومة من خلال المكتبة الإليكترونية بما تشمله من قواعد بيانات، وقواميس، ومراجع، وغيرها. وكذلك تنوّع مصادر التعلّم بالنسبة للطالب فلا يكون الكتاب وحده هو مصدر التعلّم، وبالتالي تتنوع خبرات الطالب، وتتنوع مصادر تعلّمه.
  ويمكن استعمال الحاسوب، وتطبيقاته المتنوعة في مستويات تعليمية مختلفة؛ حيث يمكن استعماله فـي تدريب الطلاب عـلى تعلّـم أساسيات اللغة بشكل تدريجي مبسّط في خطوات متتابعة، وتعلّم المفردات اللغـوية، وتركيب الجمل بمساعدة عناصر تفاعلية كالصوت، والصورة، والأفـلام، والفيديو التفاعلي، واستخدام برامج الذكاء الاصطناعي وصولا إلى تعلّـم اللغات الحديثة في الجامعات المشهورة في العالم التي تدّرس اللغات المختلفة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق